الأحد، 18 مايو 2008

الفيلم الإسرائيلي «فالس مع بشير» يدين شارون وبيجن والحكام العرب ولا يتعاطف مع المقاومة!!


الفيلم الاسرائيلي فالس مع بشير
طارق الشناوي من كان :
الفيلم الاسرائيلي فالس مع بشيرشارك في «مذبحة صابرا وشاتيلا» في لبنان قبل ربع قرن وعاد إلي إسرائيل فأصبح يعيش في كابوس دائم يحول كل شيء إلي 26 كلبًا هي المعادل النفسي لتملك الهواجس القاتلة التي تطارده في أحلامه تخرج شرارًا من أعينها وتتوعده بالانتقام. لجأ المخرج «أرمي فولمان» إلي تقديم فيلمه في قالب الرسوم المتحركة لتزداد ساحة التجريد وأيضًا التأثير ولم ينس أن ينتقل من الرسوم الكارتونية إلي الواقع المباشر لنستمع إلي النداء الشهير من امرأة فلسطينية «وين العرب.. وين العرب».
الفيلم كما أراده المخرج الإسرائيلي واختار له عنوان «فالس مع بشير» يتعرض إلي الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل الذي تم اغتياله ولا يزال الغموض يكتنف حادث الرحيل حتي الآن، بينما الفيلم أقرب إلي التحقيق، حيث يلتقي المخرج عبر الرسوم الكارتونية مع رفقاء المذبحة التي تمت علي أيدي الجيش الإسرائيلي بصبرا وشاتيلا في واحدة من أسوأ مجازر القرن العشرين، ورغم أن المخرج يعرض مأساة الفلسطينيين واللبنانيين ويندد بالحرب ويدين وزير الدفاع الإسرائيلي إسحاق شارون ورئيس الوزراء مناحم بيجن إلا أنه أيضًا غير متعاطف مع المقاومة المشروعة للفلسطينيين التي ترد العدوان والتهديد بالفناء يأتي السلم في ظل احتفال إسرائيل بمرور 60 عامًا علي غزوها ونهبها واحتلالها القسري للأراضي الفلسطينية ورغم أن إدارة المهرجان حرصت علي أن تقف علي الحياد فهي تقدمه «في قسم نظرة ما».
أما الفيلم الفلسطيني «ملح البحر» إخراج ماري جاسر - ملحوظة لم أشاهده حتي كتابة هذه السطور - ولكن ما هو مكتوب عن الفيلم يؤكد رؤيته التاريخية لستين عامًا هي نكبة فلسطين، بالطبع فإننا لا ننتظر من مخرج إسرائيلي أن يقدم رؤية منحازة إلي قضيتنا العربية وتعضد موقف المعارضة والغزو والاستيطان، ولكن ما نجح فيه المخرج أنه وجه رسالة إدانة إلي المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، لم يتعمق في الجذور، ليسأل عن التاريخ ومن هم أصحاب الأرض الحقيقيون ومن هم المغتصبون والغزاة؟! رغم ذلك فإن التجربة علي المستوي الفني الإبداعي حققت خطوات مهمة وملحوظة في تنفيذ الفيلم وهو يذكرنا بالفيلم الذي أثار غضب الإيرانيين في العام الماضي «بلاد الفرس» الذي قدمته المخرجة استاربي داخل المسابقة الرسمية وحصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة وهو فيلم ساهمت في إنتاجه أيضًا إحدي الشركات الفرنسية، من الواضح أن إسرائيل لا تترك الفرصة تمر بدون أن تؤكد علي احتفالها الستيني، فتسلل إلي حفل الافتتاح فيلم يتناول معاناة اليهود في الحرب العالمية ويتردد في بعض كواليس المهرجان بين عدد من النقاد العرب، هذا السؤال: هل يعرض مهرجان القاهرة فيلمًا إسرائيليًا يحمل قدرًا من التعاطف مع قضيتنا العربية؟ الإجابة هي لا، لأن الموقف المصري يؤكده دائمًا جموع الفنانين والمثقفين المصريين وهو رفض قاطع لأي تطبيع مع إسرائيل حتي ولو قُدم فيلم ينحاز إلي قضيتنا، فإنه في النهاية يحمل جنسية إسرائيلية لا يتعامل معها أي مهرجان عربي، ولهذا كما رفضنا العام الماضي زيارة فيلم «الفرقة» الإسرائيلي الذي تم إرساله بالفعل لأكثر من مهرجان عربي، أيضًا وبنفس المنطق «فالس مع بشير».
ملحوظة: هذا الفيلم ليس بعيدًا عن جوائز المهرجان.


منقول من جريدة الدستور

ليست هناك تعليقات: